أما المصطفى فنادى عليه ربه بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } (1) سورة الأحزاب، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45، 46) سورة الأحزاب ، وداعياً إلى الله وداعياً إلى الله: { بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (46) سورة الأحزاب، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } (41) سورة المائدة، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (1، 2) سورة المزمل ، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (1، 7) سورة المدثر، يا أيها النبى، يا أيها الرسول، يا أيها المزمل، يا أيها المدثر، وما ذكر الله اسم النبى إلا مقروناً بالرسالة فقال سبحانه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران.
وتدبر معى هذه الكرامة فإن الله جل وعلا قد خاطب حبيبة فأخبره بالعفو عنه قبل الفعل الذى فعله قال سبحانه: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة. عفا الله عنك فقدم الله العفو عن حبيبه ثم أخبره بفعلته بعد ذلك: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة، وخصه تبارك وتعالى بالشفاعة العظمى فى الآخرة وهى المقام المحمود الذى ذكره الله فى قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (79) سورة الإسراء.
وخصه الله جل وعلا بالوسيلة، والوسيلة هى أعلى منزلة فى الجنة كما فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال: "إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها منزلة فى الجنة لا تتبغى إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت له شفاعتى" ([1]) .
وخصه الله بالكوثر هل تعلمون ما الكوثر؟ حوض أو نهر فى الجنة ماءه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى مذاقا من اللبن بالعسل، وطينه- أو طيبه، كالمسك الأذفر وعدد آنيته بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة بيد الحبيب المصطفى، لا يقى بعد هذه الشربة أبداً حتى يسعد بالنظر إلى وجه الله فى الجنة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3) سورة الكوثر .
..............................................
(1) أخرجه مسلم فى كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلى على النبى ثم يسأل الله له له الوسيلة (1/384).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب الرقاق، باب فى الحوض (11/6581)، ومسلم نحوه فى كتاب الصلاة باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، سوى براءة (1/400).
(2) أخرجه مسلم فى الطهارة- باب استحباب إطالة الغرة، والتحجيل فى الوضوء (1/247)، والترمذى فى كتاب تفسير القرآن- باب من سورة الكوثر (5/3361)، وابن ماجه فى الزهد- باب صفة الجنة (2/4335)، وأحمد فى مسنده (2/112).
(2) أخرجه البخارى فى كتاب الوضوء- باب فضل الوضوء، والعز المحجلون من آثار الوضوء (1/136) ومسلم فى كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء (1/247)، والنسائى فى الطهارة، باب حلية الوضوء (1/150)، وابن ماجه فى الطهارة وسنتها، باب ثواب الطهور (1/284).
(1) أخرجه مسلم فى الفضائل، باب تفضيل نبيا على جميع الخلائق (4/2278)، والترمذى فى تفسير القرآن، باب ما اء من سورة بنى إسرائيل (5/3148)، وأحمد فى مسنده (1/281).
(2) أخرجه مسلم فى كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/523)، والترمذى فى السير- باب ما جاء فى الغيمة (4/1553) عن أبى هريرة، قال أبو عيسى: حديث أبى أمامة حديث حسن صحيح.
(1) أخرجه مسلم فى افيمان، باب قول النبى :" أنا أول الناس يشفع فى الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا" (1/197)، وأحمد فى مسنده (3/136).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب البيوع، باب كراهية السخب فى الأسواق (4/2125)، وأحمد فى مسنده (2/174)، والدرامى فى المقدمة، باب صفة النبى فى الكتب قبل مبعثه (1/5).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب المناقب، باب صفة النبى (6/3561)، ومسلم فى كتاب الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقا (4/2309)، وأبو داود فى كتاب الأدب، باب فى الحلم وأخلاق النبى (4/2309)، وأبو داود فى كتاب الأدب، باب فى الحلم وأخلاق النبى (4/4774)، والدارمى فى المقدمة، باب فى حسن خلق النبى (1/62).
(2) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: "آمين" والملائكة فى السماء (6/3231)، ومسلم فى كتاب الجهاد والسير، باب ما لقى النبى من أذى المشركين والمنافقين (3/1794).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: "آمين" والملائكة فى السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (6/3231)، ومسلم فى كتاب الجهاد والسير، باب ما لقى النبى من أذى المشركين والمنافقين (3/1795).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب المغازى، باب وفد بنى حنيفة، وحدث ثمامة بن آثال (7/4372)، ومسلم فى الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه (3/1764)، وأبو داود فى الجهاد، باب فى الأسير يوثق (3/2679)، وأحمد فى مسنده (2/452)، والبيهقى فى السنن الكبرى (6/319).
(1) أخرجه مسلم فى كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام فى الصلاة، ونسخ ما كان من إباحة (1/537).
_________________
وتدبر معى هذه الكرامة فإن الله جل وعلا قد خاطب حبيبة فأخبره بالعفو عنه قبل الفعل الذى فعله قال سبحانه: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة. عفا الله عنك فقدم الله العفو عن حبيبه ثم أخبره بفعلته بعد ذلك: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة، وخصه تبارك وتعالى بالشفاعة العظمى فى الآخرة وهى المقام المحمود الذى ذكره الله فى قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (79) سورة الإسراء.
وخصه الله جل وعلا بالوسيلة، والوسيلة هى أعلى منزلة فى الجنة كما فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال: "إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها منزلة فى الجنة لا تتبغى إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت له شفاعتى" ([1]) .
وخصه الله بالكوثر هل تعلمون ما الكوثر؟ حوض أو نهر فى الجنة ماءه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى مذاقا من اللبن بالعسل، وطينه- أو طيبه، كالمسك الأذفر وعدد آنيته بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة بيد الحبيب المصطفى، لا يقى بعد هذه الشربة أبداً حتى يسعد بالنظر إلى وجه الله فى الجنة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3) سورة الكوثر .
..............................................
(1) أخرجه مسلم فى كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلى على النبى ثم يسأل الله له له الوسيلة (1/384).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب الرقاق، باب فى الحوض (11/6581)، ومسلم نحوه فى كتاب الصلاة باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، سوى براءة (1/400).
(2) أخرجه مسلم فى الطهارة- باب استحباب إطالة الغرة، والتحجيل فى الوضوء (1/247)، والترمذى فى كتاب تفسير القرآن- باب من سورة الكوثر (5/3361)، وابن ماجه فى الزهد- باب صفة الجنة (2/4335)، وأحمد فى مسنده (2/112).
(2) أخرجه البخارى فى كتاب الوضوء- باب فضل الوضوء، والعز المحجلون من آثار الوضوء (1/136) ومسلم فى كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء (1/247)، والنسائى فى الطهارة، باب حلية الوضوء (1/150)، وابن ماجه فى الطهارة وسنتها، باب ثواب الطهور (1/284).
(1) أخرجه مسلم فى الفضائل، باب تفضيل نبيا على جميع الخلائق (4/2278)، والترمذى فى تفسير القرآن، باب ما اء من سورة بنى إسرائيل (5/3148)، وأحمد فى مسنده (1/281).
(2) أخرجه مسلم فى كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/523)، والترمذى فى السير- باب ما جاء فى الغيمة (4/1553) عن أبى هريرة، قال أبو عيسى: حديث أبى أمامة حديث حسن صحيح.
(1) أخرجه مسلم فى افيمان، باب قول النبى :" أنا أول الناس يشفع فى الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا" (1/197)، وأحمد فى مسنده (3/136).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب البيوع، باب كراهية السخب فى الأسواق (4/2125)، وأحمد فى مسنده (2/174)، والدرامى فى المقدمة، باب صفة النبى فى الكتب قبل مبعثه (1/5).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب المناقب، باب صفة النبى (6/3561)، ومسلم فى كتاب الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقا (4/2309)، وأبو داود فى كتاب الأدب، باب فى الحلم وأخلاق النبى (4/2309)، وأبو داود فى كتاب الأدب، باب فى الحلم وأخلاق النبى (4/4774)، والدارمى فى المقدمة، باب فى حسن خلق النبى (1/62).
(2) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: "آمين" والملائكة فى السماء (6/3231)، ومسلم فى كتاب الجهاد والسير، باب ما لقى النبى من أذى المشركين والمنافقين (3/1794).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: "آمين" والملائكة فى السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (6/3231)، ومسلم فى كتاب الجهاد والسير، باب ما لقى النبى من أذى المشركين والمنافقين (3/1795).
(1) أخرجه البخارى فى كتاب المغازى، باب وفد بنى حنيفة، وحدث ثمامة بن آثال (7/4372)، ومسلم فى الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه (3/1764)، وأبو داود فى الجهاد، باب فى الأسير يوثق (3/2679)، وأحمد فى مسنده (2/452)، والبيهقى فى السنن الكبرى (6/319).
(1) أخرجه مسلم فى كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام فى الصلاة، ونسخ ما كان من إباحة (1/537).
_________________